قتلوا ابنتي بسيارة الشرطة

اخترق صراخ دينا زحام الباعة في شارع الأزهر وارتفع معها صراخ أمها خلفها بصوت أوقف حالة البيع والشراء في السوق‮.. ‬انهار الجميع عندما سمعوا صوت فرقعة دوي في المكان‮.. ‬اكتشفوا بعدها أنها رأس الطفلة دينا أثناء انفجارها تحت عجلات سيارة الشرطة‮.. ‬انتفضت أجزاء جسدها في كل مكان حول السيارة عين‮.. ‬قدم‮.. ‬ذراع‮.. ‬تبعثر جسدها وكأنها كانت علي موعد مع جزار بلا رحمة‮.. ‬أعمي العين والقلب يسير بسرعة جنونية في قلب سوق الأزهر وهو يعلم أن تلك الأيام يتزاحم فيها الغلابة في هذا المكان لشراء ملابس المدرسة بأرخص الأسعار لتناسب حالتهم وحال الدنيا الذي لم يرحم أحدا‮.‬ خرجت مع ابنتها الوحيدة دينا حسن رمضان التلميذة بالصف الثاني الإعدادي لشراء ملابس المدرسة وأثناء سيرهما في الطريق طلبت من ابنتها أن تساعدها بعد أيام لإجراء عملية جراحية لها وخدمتها أثناء العلاج،‮ ‬حيث إنها الطفلة الوحيدة لها ووالدها موظف مصاب بعدة أمراض هو الآخر،‮ ‬حيث كانت دينا هي الزهرة التي تتنفس منها ريحان الحياة وأمل المستقبل‮.. ‬كانت تخشي عليها من كل شيء لأنها النور الذي كانت تري به الدنيا وفي لحظات كان القدر ينتظرها في حادث أليم،‮ ‬فقدت فيه الأم كل الدنيا أمام عينيها عندما اقتربت منها سيارة شرطة تحمل رقم ‮٣٥٣٧٤ ‬قيادة عبدالخالق جمال عبدالخالق شرطي من قوة معسكر التشكيلات لقوات أمن القاهرة واصطدمت بابنتها وداست علي رأسها بدوبل العجلات بلا رحمة وفرقت جسدها في لحظات سقطت الأم علي الأرض تجمع في أشلاء ابنتها الوحيدة‮.. ‬وتصرخ بأعلي صوتها بعدما فقدت فلذة كبدها‮.. ‬أرادت أن تلقي بنفسها تحت أي سيارة أخري لأن الدنيا اسودت في عينيها بعد الحادث‮.. ‬وتم نقل الجثة إلي مستشفي الحسين الجامعي‮.. ‬وألقي القبض علي السائق الذي كان لا يحمل رخصة قيادة،‮ ‬بل صورة منها وليس معه خط سير السيارة وبمواجهته بالحادث الأليم اعترف بالحادث ووسط زملائه أمناء الشرطة داخل قسم الدرب الأحمر وبالتحديد نقطة شرطة الغورية تم تسوية المحضر وكأن القتيلة لا تعد من عداد البشر دون أن يعلم الجميع بحال الأب والأم اللذين تقدم بهما العمر ولم يجنيا من الحياة‮ ‬غير هذه الطفلة‮.‬ وفي النيابة تقدم الشهود وأكدوا الواقعة في المحضر رقم ‮٥٧٦٥ ‬جنح الدرب الأحمر في ‮٢١ ‬أغسطس ‮٨٠٠٢ ‬وكشفوا الخطأ الجسيم للسائق وسرعته الجنونية داخل شارع الأزهر ووسط‮ ‬الزحام وأثبت مفتش الصحة إصابة الطفلة بكسور في عظام الجمجمة وخروج العين اليسري من مكانها ونزيف داخلي وكسور في ذراعيها وقدميها وبدموع أليمة قالت أمل حسن أحمد والدة الطفلة‮: ‬إنني لا أري النوم بعد الحادث وأعيش علي المهدئات التي يكتبها لي الأطباء،‮ ‬فمازال مشهد مقتل ابنتي الوحيدة أمام عيني ولن أنساه‮.. ‬لأنها ابنتي الوحيدة وليس عندي‮ ‬غيرها يخفف آلامي،‮ ‬وأصبحت أكلم نفسي مما حدث وجاء يوم أول الدراسة وكأنه مأتم جديد لابنتي حيث تذكرت كلماتها قبل الوفاة بدقائق وعن ملابس المدرسة التي كانت تريدها ولم نتمكن من شرائها وكذلك زميلاتها في الشارع وقد حضر زملاؤها من المدرسة ومعلمات المدرسة لمواساتي أول يوم دراسة ووقفوا دقيقة حداد عليها في المدرسة كل ذلك جعلني أعيش في دوامة لا تنتهي‮. ‬والكارثة التي تؤرقني كما تقول أم دينا‮: ‬إن سائق السيارة تم الإفراج عنه وعلمت بأنه في المحكمة سوف تنتهي جريمته بالحكم عليه في مثل هذه الجريمة بالحبس ‮٣ ‬شهور مع إيقاف التنفيذ وكأن القتيلة ليست من عداد البشر‮.. ‬كيف يحدث هذا وقانون المرور الجديد لم يطبق مع من هم يقومون بتطبيقه‮.‬ وتصرخ الأم المكلومة قائلة‮: ‬إنني مريضة بتليف في الكبد والضغط والسكر وزوجي كذلك وقد قتلني السائق بعد أن قتل ابنتي الوحيدة وتسبب في موت أسرة كاملة،‮ ‬فهل هذا يرضي السيد حبيب العادلي وزير الداخلية؟ إنني أطالب بالقصاص من هذا السائق الذي أظلم علىّ‮ ‬الدنيا ودمر حياتي وقتل ابنتي،‮ ‬فهل يسمعني مجيب‮! ‬أم لأنني فقيرة وليس عندي محام يساعدني في هذه المأساة يضيع حق ابنتي القتيلة‮. ‬أرجوكم يا ناس‮.. ‬ساعدوني حتي أشفي‮ ‬غليلي من قاتل ابنتي‮.‬